ماكرون يدعو تبّون لزيارته.. والإعلام الفرنسي يعتبر الدعوة "خطأ دبلوماسيا" ويذكر بأن بوتين خذل الرئيس الجزائري في "اليريكس" لأن بلده ضعيف اقتصاديا
وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوة جديدة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من أجل زيارة باريس لمناقشة الأوضاع الإقليمية.
وهذه الدعوة الجديدة الرسمية التي وجّهها الرئيس الفرنسي إلى نظيره الجزائري كشفت عن تفاصيلها الإعلامية الفرنسية المتخصصة في الشأن السياسي، كاثرين ناي على إذاعة "أوروبا 1"، موردة أن السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتي، هو من تكلّف بتسليمها إلى تبّون، وأكد عقب ذلك أن "باريس قرّرت الاعتماد على التقارب لضبط أجندة مشتركة مع الاستفادة من تواجد الجزائر في مجلس الأمن، لغرض تقوية الحوار حول أهم القضايا السياسية".
وشكّل خبر إصرار ماكرون على تجديد الدعوة لتبّون صدمة للصحافيين الفرنسين بمن فيهم مقدّم البرنامج الإعلامي ديميتري دوفينكو، الذي بادر إلى استفسار كاثرين حول دوافع هذه الدعوة التي وصفها بـ "الغريبة" في هذا الوقت، متسائلا: "هل هو الوقت المناسب لهذه الزيارة؟".
ولم يفُت الإعلاميين الفرنسين فرصة الإشارة، إلى المغرب وما تمثّله هذه الدعوة من "استفزاز" سيزيد من تفاقم الأزمة في وقت بدأت "مؤشرات الدفء تظهر" وفقهم، حيث استغرب الاثنين من جدوى هذه الدعوة لـ"جار المملكة العدو" على حد تعبيرهم، وفي قولهما معا إن اليوم السؤال المطروح هو لماذا أقدم ماكرون على توجيه هذه الدعوة في هذا الوقت بالذات، أي في وقت العلاقة بين الرباط وباريس بدأت تُعطي مؤشرات تقارب مع اعتماد السفراء الجدد.
وتساءلت الإعلامية الفرنسية، بنبرة متهكّمة من الخطوة التي قام بها ماكرون قائلة: "أليست مغامرة أن نُغضب مرة أخرى الملك محمد السادس، الذي يُؤاخذ ماكرون على عدم الاعتراف بمغربية الصحراء؟ نعم هذا خطأ دبلوماسي أكيد".
وعادت الإعلامية الفرنسية، للحديث عن العلاقات الجزائرية الفرنسية، معتبرة أن ماكرون قبل زيارة الرئيس الجزائري في 2022، لأن هذا الأخير، هنأه على إعادة انتخابه رئيسا، فيما الجزائريين رغبوا في حل أزمة التأشيرات التي استجاب لها ماكرون مباشرة وها نحن ندفع الثمن وقد عدنا لتسجيل لنفس الأرقام المرعبة التي سجلناها في 2018.
واعتبرت المتحدّثة، أن الزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن إلى الجزائر برفقة 15 وزيرا أي ما يقارب نصف أعضاء حكومتها من أجل بعث "زخم جديد" لمصالحة بدأها ماكرون، "لم يتحقق منها شيء وبقيت مجرد وعود وكلام فارغ".
وتابعت الإعلامية الفرنسية بالقول: "إذا تبون قبل القدوم إلى باريس بعد تأجيل الزيارة مرارا، فهذا تزامنا مع قانون الهجرة، ومن المهم استحضار ذهابه إلى موسكو حيث استقبله بوتين بطريقة أبوية، نعم بوتين الذي ليس صديقا لفرنسا، وذهب إليه الرئيس الجزائري لشحد دعم عسكري..".
ولفتت الاعلامية الفرنسية، إلى تكبُّر الرئيس الجزائري عقب الزيارة الرسمية التي قام بها إلى موسكو قبل أشهر، بدعوى أن "صديقه بوتين، طمأنه على أن الجزائر ستكون ضمن البريكس، لكن ذلك لم يتحقق لأنها بلد ضعيف جدا اقتصاديا وبنكيا، وبما أنه لم يحصد شيء، عاد لبلده ولعن فرنسا وشتمها" مضيفة "وبغض النظر فإن الرئيس لا يتوقف أبدا عن الحلم".
وما أوردته، الإعلامية الفرنسية بشأن التحرش غير المحسوب للإليزيه بالرباط، عن طريق توجيه دعوة لتبّون ليس هو الأول أو الاستثناء، فبحر الأسبوع الماضي لم تستسغ باريس دفاع المفوضية الأوروبية، التي تعد الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي، عن اتفاقية الصيد البحري مع المغرب، أمام محكمة العدل الأوروبية.
ورفضت باريس عبر ممثلها موقف المفوضية الأوربية، مشدّدة على رفضها وضع علامة "أنتج في المغرب" على المنتوجات الفلاحية القادمة من الصحراء المغربية.
وتقرر تاريخ 21 مارس 2024، موعدا للإعلان عن خلاصات واستنتاجات محكمة العدل الأوربية، بشأن الطعون المقدمة في قرار إلغاء اتفاقية الصيد البحري مع المملكة المغربية، وهو الموعد الذي تحدد بعد جلستي استماع تم عقدهما يومي الاثنين والثلاثاء 23 و24 أكتوبر الجاري.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :